قالَ جارُ الله:"البَدَلُ على أَربعةِ أَضربٍ، بَدَلُ الكُلِّ من الكُلِّ كقوله تَعَالَى (١): {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}، وبَدَلُ البَعضِ من الكُلِّ كقولك: رأيتُ قومَك أكثَرَهُم، وثُلُثَيْهم، و"ناسًا منهم (٢) وَصَرَفْتُ وُجُوهَهَا أوَّلِها"، وبدلُ الاشتمالِ كقولك: سُلِبَ زيدٌ ثَوبُه، وأعْجَبَني عمرو حسنُهُ وأَدَبُهُ وعِلْمُهُ ونَحو ذلك مما هو منه، أو بمنزلتِهِ من التَّلَبُّسِ، وبدلُ الغَلَطِ كقولك: مررتُ برجلٍ حمارٍ، أَردتَ أن تقولَ بحمارٍ فَسَبَقَكَ لِسَانُك إلى رجلٍ فَتَدَارَكْتَهُ وهذا لا يكون إلَّا في بَدأةِ الكلامِ، وبما لا يَصْدُرُ عن رَوِيَّةٍ (٣) وَفَطَانَةٍ".
قالَ المُشَرِّحُ: البَدَلُ: هو ما يُذكَرُ بعدَ الشَّيءِ من غيرِ واسطةِ حَرفِ عَطفٍ على نِيَّةِ أنَّ يُعَلَّقَ به غَير ما عُلِّقَ بالأوَّلِ. الضَّميرُ في وُجُوهِهَا يَنْصَرِفُ إلى الإِبلِ. الشَّيخُ: ما أردنا بهذا تَعْلِيمَ اللَّفظِ، ولكن الغَرَضَ أنَّهم إذا غَلِطُوا كَيْفَ يَتَدَارَكُونَهُ.
اعلم أنَّ البَدَلَ على ثَلَاثَةِ أضربٍ (٤): بدلُ المِثلِ من المِثلِ كقوله
(١) سورة الفاتحة: آية ٣. (٢) ساقط من (أ) فقط. (٣) في (ب) رويّة الكلام. (٤) نقل الأندلسي في المحصل: ٢/ ورقة ٩ هذا النّص، من قوله: اعلم أنّ البدل … إلى آخر =