قالَ جارُ اللهِ:"ومن أصناف الفعل أفعال المقاربة منها "عسى" ولها مذهبان:
أحدهما: أن تكون بمنزلة قاربَ، فيكون لها مرفوعٌ ومنصوبٌ، إلا أن منصوبها مشروطًا فيه أن يكون "أن" مع الفعل متأولًا بالمصدر، كقولك: عسى زيد أن يخرج في معنى قارب زيدٌ الخروجَ. قال الله تعالى (١): {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}.
والثاني: أن يكون بمنزلة "قرب" فلا يكون لها إلا مرفوع، إلا أن مرفوعها "أن" مع الفعل في تأويل المصدر كقولك: عسى أن يخرج زيدٌ في معنى قرب خروجُ زيدٍ (٢). قال اللهُ تعالى (٣): {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} ".
قالَ المُشرِّحُ:"عسى" موضوعة لفعل يتوهم كونه في الاستقبال وهو على لفظ المضي ولذلك احتاج إلى ذكر "أن" بعده؛ لأنه لا مستقبل له. وهو على معنيين (٤):
(١) سورة المائدة: آية: ٥٢. (٢) في (ب): "خروجه". (٣) سورة البقرة: آية: ٢١٦. (٤) شرح المفصل للأندلسي: ٤/ ١٠١.