قلت حينئذ افتح دار الأمير لم يكن فرق بين أن يكون هذا إخبارًا، وبين أن يكون أمرًا.
قالَ جارُ اللَّهِ:"والأصل في يكرم يُؤَكْرم كيُدَحْرج، فعلى ذلك (١) خرج أكرم".
قالَ المُشَرِّحُ: لما مست الحاجة إلى المجيء بالهمزة والمجيء بالهمزة الأصلية أقل.
فإن سألتَ: فلم سقطت الهمزة في مضارع أكرم؟
أجبتُ: لئلا يكتفي في الحكاية همزتان، ثم أطرد في غير الحكاية، ونحوه سقوط الواو في يعد، لئلا يتخلل أجنبي بين أختين ثم أطرد كما في تعد ونعد وأعد.
قالَ جارُ اللَّهِ:" (فصل): وأما ما ليس للفاعل فإنه يؤمر بالحرف داخلًا على المضارع دخول لا ولم، كقولك: لتضرب أنت وليضرب زيد، ولأضرب أنا، وكذلك ما هو الفاعل، وليس لمخاطب كقولك: ليضرب زيد، ولأضرب أنا".
قالَ المُشَرِّحُ: أمر الخطاب (٢) بمثال (فاعل) له شريطتان.
إحداهما: أن يكون للفاعل.
والثانية: أن يكون للمخاطب.
فإذا فقدت إِحدى الشريطتين فاللام كقولك: لتضرب أنت، لأنه ليس للفاعل، وليضرب زيدٌ، لأنه ليس للمخاطب.
تخمير: ونحوه قولهم: لتُعنَ بحاجتي: إنما كان الأمر فيه باللام
(١) في (ب): "هذا". (٢) شرح المفصل للأندلسي: ٣/ ٢٣٣.