إن الذي نَاوَلَتْني فَرَددتُها … قُتِلَتْ قُتِلْتَ فَلَيْتَها لَمْ تُقْتَلِ
الباء في "بها" ها هُنا للتَّعجب، ونظيره قولهم: كفاك بزيدٍ رجلًا. ابنُ السَّراج (٣): وإن دخل دليل التَّعجب كما قالوا إذا قلت: إنك من رجل لعالم لم يسقط "من" لأنها دليل (٤) التعجب.
قالَ جارُ اللهِ:" [(فصلٌ)]: وهذا الاسم في الإِبهام مثل الضَّمير في "نعم" ومن ثمَّ فُسر به فقيلَ حبَّذا رجلًا زيدٌ كما يقالُ نعم رجلًا زيدٌ [غير أن الظاهر فضِّل على المضمر بأن استغنوا معه عن المفسر فقيل حبَّذا زيدٌ، ولم يقولُوا نِعْمَ زيد](٥) ".
قالَ المُشَرِّحُ: اختلفوا في "حبَّذا" أن المغلب عليها الإِسمية أم الفعلية (٦) فقال قومٌ: هذا التركيب وهو "حبذا" بمنزلة اسم يرفع ما بعده وهما
(١) البيت للأخطل في شعره: ١٩، وفيه: "وأطيب … ". توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٦٠، والمنخل: ١٦٦، وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ١٢٩، وشرحه للأندلسي: ٤/ ١١٧. والشاهد في الأصول: ١/ ١١٦، وشروح سقط الزند: ٣/ ١٣٩٥، وشرح الشواهد للعَيني: ٤/ ٢٦، والخزانة: ٤/ ١٢٢. (٢) البيت لحسَّان بن ثابت في ديوانه: ١/ ٧٥. والبيت في الكتاب: ٢/ ١٥٩، والخزانة: ٢/ ٢٤٠. ويروى: (فهاتها). (٣) الأصول: ١/ ١٢١. (٤) في (ب): "من دليل". (٥) ساقط من (أ). (٦) شرح المفصل للأندلسي: ٤/ ١١٨.