أكلًا، وبعضهم قد أثبت له فعلًا. أَبِلَ الرّجلُ بالكسر إبالةً مثل شَكِسَ شِكَاسَةً فهو أَبِلٌ، وآبِلٌ حاذِقٌ بمصلحة الإِبل. وفلانُ من آبل الناسِ: أي أشدّهم [تَأَنُّقًا] في رعية الإِبل وأعلمهم بها. وحُنَيْفُ الحَنَاتم: من بني تيم اللات بِن ثَعلبة، ومن كلامه الدال على إبالته:"من قاضَ الشرف (١) وربَّع الحزن وتَشَتَّى الصُّمان فقد أصابَ المَرْعى". الشَّرَفُ: في بلادِ بني عامِرٍ، والحَزن من زُبالة (٢) مُصْعِدًا في بلادِ نجدٍ، والصُّمان (٣): في بلاد بني تَميم، وفي (صحاح الجَوهري)(٤) الصُّمان: موضع إلى جَنْبِ رمل عالج.
قالَ جارُ اللهِ:" (فصلٌ): والقياسُ أن يفضَّل على الفاعل دون المفعول، وقد شذَّ نحو (٥) قولهم (أَشْغَلُ من ذاتِ النِّحْيَيْن) و (أَزهى من دِيْكٍ)(٦)، وهو أعذرَ منه، وألوَمُ، وأشهَرُ وأعرفُ وأنكرُ، وأرجى وأخوفُ وأهيبُ، وأحمدُ، وأنا آسرُ بهذا منك قال سيبويه: وهم ببيانه أَعنى".
قالَ المُشَرِّحُ: هي امرأة (٧) من بني تيم الله بن ثَعلبة حضرت سوقَ
(١) معجم البلدان: ٣/ ٣٣٦، وذكر القصة حكاية عن الأصمعي قال: وكأن يقال: من تصيَّف الشرف … ". (٢) في (ب) على هامشها "تبالة". وتبالة معروفة، وهي غير مقصودة هنا. أما المقصودة هنا فهي زبالة -بالزاي- قال الأزهري في تهذيب اللغة: ٤/ ٣٦٥ "وكانت العرب تقول: من تربع الحزن … قال: والحزن الآخر: ما بين زبالة فما فوق ذلك مصعدًا فى بلاد نجد وفيه غلظ وارتفاع". (٣) معجم البلدان: ٣/ ٤٢٣، قال الأزهري في تهذيب اللغة: ١٢/ ١٢٩، "قال شمر قال الأصمعي: أرض غليظة دون الجبل قلت: وقد شَتَوتُ الصمان ورياضها شتوتين، وهي أرض فيها غلظ وارتفاع". والصُّمان: لا تزال على تسميتها حتى الآن شرقي نجد من المملكة العربية السعودية. (٤) الصحاح: ٥/ ١٩٦٨ (صمم). (٥) ساقط من (ب). (٦) المستقصي: ١/ ١٥١. (٧) في جمهرة الأمثال ٢/ ٣٢١: "امرأة من هذيل" وما أثبته المؤلف في مجمع الأمثال: ٢/ ١٤٨. وقد نقل الأندلسي في شرحه: ٣/ ١٥١.