المثال الثالث: يقول أبو بكرٍ الجراعي: "هلْ يجوزُ لمَنْ عليه صومُ فرضٍ أنْ يتطوعَ، أم لا؟
روايتان، الأقوى: عدمُ الجوازِ، وهو المشهورُ" (١).
مصطلح:(الأشهر) عند الحنابلة:
يرادُبـ (الأشهر) عند الحنابلةِ: ما كان أكثرَ شهرةً عن الإمامِ أحمدَ، أو عن بعضِ أصحابِه (٢).
وبناءً عليه، فمقابلُ الأشهر عند الحنابلة: قولٌ إمَّا عن الإمامِ أحمدَ أو عن بعضِ أصحابِه أقل شهرةً.
يقولُ المرداويُّ عن صنيعِ ابنِ مفلحٍ في كتابِه:(الفروع): "لكنَّ ذكرَه للخلافِ بهذه الصيغةِ - ومنها: صيغة: الأشهر - يقتضي قوتَه مِن الجانبين"(٣).
ومقابلُ الأشهرِ أقوى مِنْ مقابلِ المشهورِ.
وذَهَبَ أبو بكرٍ الجراعي إلى اصطلاحٍ خاصٍّ به، نصَّ عليه في مقدمةِ كتابِه:(غاية المطلب)، إذ جَعَلَ المرادَ بمصطلح:(الأشهر) مختلفًا بحسبِ تجردِه أو اقترانِه بحرفِ الجرِّ:
- فـ "الأشهر" هو القولُ الذي رجّحَه الأكثرُ، أو جماعةٌ مِن الحنابلةِ (٤).
- و "على الأشهر" للروايةِ التي اختارها تقيُّ الدين بنُ تيميةَ (٥).
- و "في الأشهر" للوجهِ الذي اختاره تقيُّ الدينِ بن تيميةَ (٦).