مِن الأمورِ المهمةِ التي قامَ بها كثيرٌ مِن المتمذهبين في عصورِ متتاليةٍ إفتاءُ الناسِ بمذاهبِ أئمتِهم (١)، وقبلَ الدخولِ في مطلبي المبحث الثامن سأُمهدُ له بتعريفِ الإفتاءِ في: اللغةِ، والاصطلاحِ.
(١) لمعرفة مكانة منصب الإفتاء في الإسلام وخطورته انظر: الفقيه والمتفقه للبغدادي (٢/ ٣٤٩ وما بعدها)، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (٢/ ١١٢٠ وما بعدها)، وتعظيم الفتيا لابن الجوزي (ص/ ٧٢ وما بعدها)، وأدب المفتي والمستفتي (ص/ ٧٤ وما بعدها، ١٠١)، والمجموع شرح المهذب للنووي (١/ ٤٠)، والفروق للقرافي (٢/ ٢٠٤، ٢٠٦)، وصفة الفتوى (ص/ ٤)، وإعلام الموقعين (٦/ ٧٢، ١٤١)، وكشاف القناع للبهوتي (١٥/ ٤٤ وما بعدها)، والفتوى في الإسلام لمحمد القاسمي (ص/ ٣٩)، والمفتي في الشريعة الإسلامية للدكتور عبد العزيز الربيعة (ص/ ١٧ وما بعدها)، والفتيا ومناهج الإفتاء للدكتور محمد الأشقر (ص/ ١٣ وما بعدها)، وأصول الإفتاء للعثماني (ص/ ٢٥ وما بعدها) مع المصباح في رسم المفتي، والفتوى - نشأتها وتطورها للدكتور حسين الملاح (ص/ ٦٥٠ وما بعدها)، وصناعة الفتوى لعبد الله بن بيه (ص/٢٣ وما بعدها). (٢) انظر: تهذيب اللغة، مادة: (فتي)، (١٤/ ٣٢٩)، ولسان العرب، مادة: (فتا)، (١٥/ ١٤٧). (٣) انظر: المصدرين السابقين، والصحاح، مادة: (فتي)، (٦/ ٢٤٥٢)، والقاموس المحيط، مادة: (فتي)، (ص/ ١٧٠٢). يقول الدكتور محمد الأشقر في كتابه: الفتيا ومناهج الإفتاء (ص/ ٧): "لفظ: (الفتيا) أكثر استعمالًا في كلام العرب من لفظ: (الفتوى)؛ فقد وردت (الفتيا) في: كتب السنة التسعة المشهورة في: (١٢) موضعًا - كما في المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي - بينما لم =