لا يختلفُ معنى مصطلحِ:(النقل والتخريج) عندَ الحنابلةِ عمَّا قرره علماءُ الشافعيةِ (١).
يقولُ الطوفيُّ:"لو نصَّ المجتهدُ في مسألتين متشابهتينِ على حكمين مختلفين، لم يجزْ أنْ يُجعلَ فيهما روايتان: بالنقلِ والتخريجِ"(٢).
ويقولُ في موضعٍ آخر:"وقد وَقَعَ النقلُ والتخريجُ في مذهبنا"(٣).
أمثلة النقل والتخريج عند الحنابلة:
ذكرتُ عددًا مِن أمثلةِ النقلِ والتخريج عند علماءِ الحنابلةِ في مسألةِ:(طرق إثبات قول الإمام)، فأغنى عن ذكرِ أَمثلةٍ هنا.
[الفرع الثامن: الصحيح]
استعملَ فقهاءُ المذاهبِ مصطلحي:(الصحيح)، و (الأصح)، وكان لكلِّ مذهبٍ - في الجملةِ - اصطلاحُه الخاصُّ، بلْ كان للعالمِ الواحدِ في بعضِ المذاهبِ اصطلاحُه الخاص به الذي يخالفُ فيه غيرَه مِنْ علماءِ مذهبِه.
أولًا: التعريف اللغوي للصحيح:
الصحيح: على وزن (فَعِيْل)، مأخوذةٌ مِن الصحة، يُقالُ: صَحَّ يَصِحُّ صِحَّةً، فهو صحيح (٤).
(١) انظر: تهذيب الأجوبة (٢/ ٨٦٧ وما بعدها)، والتمهيد في أصول الفقه لأبي الخطاب (٤/ ٣٦٨)، والمسودة (٢/ ٩٤٧)، والتحبير (٨/ ٣٩٦٧)، وشرح الكوكب المنير (٤/ ٥٠٠). (٢) شرح مختصر الروضة (٣/ ٦٤٠). (٣) المصدر السابق (٣/ ٦٤١). (٤) انظر: تهذيب اللغة، مادة: (صح)، (٣/ ٤٠٤)، ولسان العرب، مادة: (صح)، (٢/ ٥٠٧)، والقاموس المحيط، مادة: (صح)، (ص/ ٢٩١).