وهذا ما سارَ عليه ابنُ الحاجبِ في:(مختصرِه الفقهي) - في الجملةِ (١) - ولم يطَّردْ عنده، فقد يقابلُ الصحيح: الشاذ، فيكون الصحيحُ بناءً على هذا المعنى مرادفًا للمشهورِ، على ما سيأتي بيانُه.
وقد يقابلُ الصحيح: ما هو مشهورٌ في المذهبِ (٢).
وإذا كانت الأفضليةُ في:(الأصحِّ) راجعةً إلى قوّةِ الدليلِ (٣)، ومقابلُ:(الأصح) هو الصحيح - كما سيأتي قريبًا - فيمكن القولُ بأنَّ الصحيحَ عند المالكيةِ هو: القولُ الذي قويَ دليلُه.
ولخليلٍ المالكي اصطلاحُه الخاص، فيما يتصل بلفظ:(صُحِّحَ) - بالبناءِ للمجهولِ - ومرادُه به أنَّ أحدًا مِنْ علماءِ المالكيةِ عدا اللخمي، وابن يونس (٥)، وابن رشد، والمازري قد صَحَّح القولَ (٦).
أما لفظ:(الأَصحِّ)، فعند بعضِ المالكيةِ أنَّ الصحةَ في:(الأصح)
(١) انظر: كشف النقاب الحاجب لابن فرحون (ص/ ٩٤ - ٩٥). (٢) انظر: المصدر السابق. (٣) انظر: المصدر السابق (ص/ ٩٠)، ومقدمة تحقيق مسائل لا يعذر فيها بالجهل على مذهب الإمام مالك (ص/ ١٤). (٤) كشف النقاب الحاجب (ص/ ٩٥). (٥) هو: محمد بن عبد الله بن يونس التميمي الصقلي، أبو بكر، ويقال: عبد الله، المعروف بابن يونس، أحد أئمة المذهب المالكي، وأحد الأربعة الذين اعتمدهم خليل المالكي في مختصره، كان فقيهًا فرضيًا حاسبًا مجاهدًا، من مؤلفاته: الجامع لمسائل المدونة والأمهات، وكتاب في الفرائض، توفي سنة ٤١٥ هـ. انظر ترجمته في: ترتيب المدارك للقاضي عياض (٨/ ١١٤)، والديباج المذهب لابن فرحون (٢/ ٢٤٠)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (١/ ١١١)، والفكر السامي للحجوي (٤/ ٢١٠)، وجمهرة تراجم الفقهاء المالكية للدكتور قاسم سعد (١/ ١١٣٢). (٦) انظر: مختصر خليل (١/ ٤) مع شرحه جواهر الإكليل.