الأمر الأول: بيَّنَ بعضُ الباحثين المناسبةَ بين تعريفِ النازلةِ في اللغةِ: (ما كان فيها شدَّة)، وتعريفِها في الاصطلاح؛ بأنَّ الفقهاءَ يعانون الشدةَ في التعرُّفِ على حكمِ النازلةِ (٣).
وأيضًا: وَقْعُ النازلةِ على المجتهدِ كوَقْعِ الشدائدِ على الناسِ، مِنْ جهةِ كونِها مفاجئةً له (٤).
الأمر الثاني: نصَّ بعضُ الباحثين على ترادفِ مصطلحي: النازلة، والفتوى (٥).
ويظهر لي أنَّ بينَ النازلةِ والفتوى اختلافًا، مِنْ جهةِ أنَّ النازلةَ واقعةٌ مستجدةٌ في العصرِ، أمَّا الفتوى، فلا يُشترط في المفتى فيه أنْ يكون مستجدًا، فلو سأل أحدٌ عالمًا ما عن حكمِ أمرِ واقعٍ غيرِ مستجدٍ، فأجابه،
(١) انظر: منهج استنباط أحكام النوازل الفقهية المعاصرة (ص/ ٩٥). (٢) انظر: التكييف الأصولي وأثره في النوازل (ص/ ٣٢). (٣) انظر: منهج الإِفتاء عند ابن القيم لأسامة الأشقر (ص/ ٦٩)، وفقه النوازل للدكتور محمد الجيزاني (١/ ٢٣ - ٢٤)، والنهج الأقوى في أركان الفتوى للدكتور أحمد القاضي (ص / ٧٦). (٤) انظر: النوازل الأصولية للدكتور أحمد الضويحي، بحث منشور في: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد: الرابع والسبعون (ص/ ٧٦). (٥) انظر: منهج الإِفتاء عند ابن القيم لأسامة الأشقر (ص/ ٧٠).