قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (١٠)} قال الكَلْبِي (١): لأن يَمِينَهُ مَغْلُولة إلَى عُنُقِهِ، وتكون يَدُهُ اليُسْرَى خَلْفَ ظَهْرهِ، وقال مقاتل (٢): تُخْلَعُ يَدُهُ اليُسْرَى، فتكون وراء ظهره {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (١١)} يُنادِي إذا قَرَأ كِتابَهُ: يا ويلَاهُ! يا ثُبُوراهُ! كقوله: {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا}(٣)؛ أي: صاحُوا عند ذلك بالويل والهلاك.
{وَيَصْلَى سَعِيرًا (١٢)} قرأ نافع وابن كثير وابن عامر والكسائيُّ بضم الياءِ وتشديدِ اللّام (٤)، واختاره أبو حاتم؛ لقوله:{ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ}(٥)، وقرأ الباقون بنتح الياء والتخفيف، واختاره أبو عبيد؛ لقوله:{إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ}(٦)، فمن قرأ بالضم نصب {سَعِيرًا} على خَبَرِ ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ (٧)، ومن قرأ بالفتح نصب على المفعول، والمعنى: يُقاسِي حَرَّها وَشِدَّتَها.
= ٦/ ٨١ كتاب تفسير القرآن: سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}، ٧/ ١٩٧ كتاب الرقاق: باب "مَنْ نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ". صحيح مسلم ٨/ ١٦٤ كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب إثبات الحساب. (١) ينظر قوله في معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٥٠، الوسيط ٤/ ٤٥٣. (٢) ينظر قوله في الوسيط ٤/ ٤٥٣، الكشاف ٤/ ٢٣٥، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٧٢. (٣) الفرقان ١٣. (٤) وهي أيضًا، قراءة ابن مُحَيْصِنٍ والحَسَنِ وعُمَرَ بن عبد العزيز وأبِي الشَّعْثاءِ والأعرجِ، ينظر: السبعة ص ٦٧٧، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٧٢، البحر المحيط ٨/ ٤٣٩. (٥) الحاقة ٣١. (٦) الصافات ١٦٣. (٧) يعني أنه مفعول ثانٍ للفعل "يُصَلَّى"، وأما المفعول الأول فهو نائب الفاعل الذي هو ضميرٌ مستترٌ فيه.