ثم ذَكَرَ المؤمنين، فقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (٤١)}؛ أي: فِي ظِلالِ الشَّجَرِ وَظِلالِ أكْنانِ القُصُورِ وَعُيُونِ الماءِ، وقرأ الأعرج:{فِي ظُلَلٍ}(٢) على جَماعِ الظُّلّةِ {وَعُيُونٍ (٤١) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٤٢)} ويقال لهم: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣)} في الدنيا بطاعة اللَّه {إِنَّا كَذَلِكَ} يا محمد {نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٤٤)} بأعمالهم في الجنة، ونصب {هَنِيئًا} على نعت المصدر المحذوف تقديره: شُرْبًا هَنِيئًا (٣)، وقيل (٤): على الحال.
ثم قال لكفار مكة:{كُلُوا وَتَمَتَّعُوا} يعني: في الدنيا {قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (٤٦)} أي: مُشْرِكُونَ باللَّه مُسْتَحِقُّونَ لِلْعَذابِ، ونصب {قَلِيلًا} على النعت لمصدر
(١) قاله النحاس في إعراب القرآن ٥/ ١٢٢، وقال ابن الأنباري: "فهذه الحروف كُلُّها الياءُ منها ساقطة في المصحف، والوقف عليها بغير هاء". إيضاح الوقف والابتداء ص ٢٥٦. (٢) وهي أيضًا، قراءة الأعمش والمُطَّوَّعِيِّ والزُّهْرِيِّ وطلحة، ينظر: تفسير القرطبي ١٩/ ١٦٧، البحر المحيط ٨/ ٣٩٩، الإتحاف ٢/ ٥٨٢. (٣) ينظر ما سبق في الآية ١٩ من سورة الطور ٣/ ١٨٩. (٤) قاله المبرد في المقتضب ٤/ ٣١٢، والنحاس في إعراب القرآن ١/ ٤٣٥، وينظر: المحرر الوجيز لابن عطية ٥/ ٤٢١، التبيان للعكبري ص ٣٢٩.