ساخِطٌ؟ "، قال: فَبَكَى أبو بكر -رضي اللَّه عنه- وقال: عَلَى رَبِّي أغْضَبُ؟ أنا عن رَبِّي راضٍ، أنا عن رَبِّي راضٍ"(١).
قوله تعالى:{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}{مَنْ} في موضع رفع بالابتداء، و {مَنْ} خبره، و {الَّذِي} نعت لـ {ذَا}، ومعنى القرض الحسن هاهنا الحلال وأن ينفق مُحْتَسِبًا للَّه عَزَّ وَجَلَّ، مُبْتَغِيًا ما عنده، ونصب {قَرْضًا} على أنه اسم للمصدر، ويجوز أن يكون مفعولًا كما تقول: أقْرَضْتُهُ مالًا (٢).
وقوله:{فَيُضَاعِفَهُ}(٣) قال الفراء (٤): أن يكون جعله عطفًا على {يُقْرِضُ}، كما تقول: مَنْ يَجِيءُ فَيُكْرِمُنِي ويُحْسِنُ إلَيَّ، وقال الزَّجّاجُ (٥) أيضًا: يجوز أن يكون مقطوعًا من الأول مستأنفًا، ومن قرأ:"فَيُضاعِفَهُ" بنصب
(١) رواه ابن حبان في كتاب المَجروحين ٢/ ١٨٥، وينظر: أسباب النزول ص ٢٧٢، الوسيط ٤/ ٢٤٦، تاريخ دمشق ٣٠/ ٧١، ٧٢، تاريخ بغداد ٢/ ١٠٥. (٢) من أول قوله: "ومعنى القرض الحسن". قاله النحاس في إعراب القرآن ٤/ ٣٥٥. (٣) بالرفع قرأ أبو عمرو ونافع وحمزة والكسائي وخَلَفٌ، وقرأ عاصمٌ: "فَيُضاعِفَهُ" بالنصب، وقرأ ابن كثير وأبو جعفر: "فَيُضَعِّفُهُ"، وقرأ ابن عامر: "فَيُضَعِّفَهُ"، ينظر: السبعة ص ٦٢٥، تفسير القرطبي ١٧/ ٢٤٣، الإتحاف ٢/ ٥٢٠. (٤) معانِي القرآن ٣/ ١٣٣ باختلاف في ألفاظه. (٥) في الأصل: "وقال الفراء". وهذا خطأ؛ لأن الكلام للزجاج، وهو بنصه في معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ١٢٣، ونصب الفعل بالفاء في جواب الاستفهام هو مذهب الجرمي وبعض الكوفيين، وذهب جمهور الكوفيين إلى أنه منصوب بالخلاف أو الصرف. ينظر: معانِي القرآن للفراء ١/ ٢٧٦، ٢/ ٧٩، ٣٨٧، الأصول لابن السراج ٢/ ١٧٩، إعراب القرآن ١/ ٢١٤، ٤/ ٣٥٥، إصلاح الخلل ص ٤٩، الإنصاف ص ٥٥٧ - ٥٥٩، ارتشاف الضرب ص ١٦٦٨، الجنى الدانِي ص ٧٤.