قوله تعالى:{هَلْ أَتَاكَ} يا محمد {حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤)} يعني الملائكة، ولَمْ يقل: أضْياف؛ لأن ضَيْفًا مَصْدَرٌ، وحقيقته فِي العربية: حَدِيثُ ذَوِي ضَيْفِ، مثل قوله تعالى: "واسْألِ الْقَرْيةَ" (٤)، و"هَلْ" بمعنى: قَدْ أتاكَ -ولَمْ يكن إذْ ذاكَ أتاهُ (٥) - حَدِيثُ ضَيْفِ إبراهيم المكرمين {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا} نصب على المصدر؛ أي: سَلَّمُوا على إبراهيم سَلَامًا (٦)،
(١) رواه ابنُ عَدِيٍّ في الكامل في الضعفاء ٦/ ١٩، وينظر: الكشف والبيان ٩/ ١١٦، تفسير القرطبي ١٧/ ٤٢ - ٤٣، تفسير ابن كثير ٥/ ٣٠١. (٢) البيتان من بحر السريع، لَمْ أقف على قائلهما أو مناسبتهما. التخريج: الكشف والبيان ٩/ ١١٦. (٣) البيت من البسيط، لِدِعْبِلِ بن عَلِيٍّ الخُزاعِيِّ، ورواية ديوانه: أسْعَى لأطلُبَهُ، والرِّزْقُ يَطْلِبُنِي التخريج: ديوانه ص ٧٠١، الكشف والبيان ٩/ ١١٦، ذيل الأمالِي والنوادر للقالِي ٣/ ٩٨، عين المعانِي ورقة ١٢٦/ ب. (٤) يوسف ٨٢، ومن أول قوله: "ولم يقل: أضياف" قاله النحاس بنصه في إعراب القرآن ٤/ ٢٤٣. (٥) قال الفراء: "لَمْ يَكُنْ عَلِمَهُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حتَّى أنزله اللَّهُ عليه". معانِي القرآن ٣/ ٨٦. (٦) قاله النحاس في إعراب القرآن ٤/ ٢٤٣.