رسولك، فبلّغه الغداة ما يصنع بنا، ثم قال: اللهم؛ أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، ثم أنشد:[من الطويل]
فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزّع
ثم قتلوه، رضي الله عنه.
٩٦ - [زيد بن الدّثنة](١)
زيد بن الدّثنة (٢) بن معاوية بن عبيد البياضي، شهد بدرا وأحدا، وأسر يوم الرجيع آخر سنة ثلاث، فاشتراه صفوان بن أمية، فقتله بأبيه.
روي: أنهم حين قربوه للقتل .. قال أبو سفيان: أنشدك الله يا زيد؛ أتحب أن محمدا الآن عندنا بمكانك تضرب عنقه وأنت في أهلك؟ فقال: والله؛ ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي، فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا (٣)، صلّى الله عليه وسلم، ورضي عن أصحابه أجمعين.
٩٧ - [المعنق للموت](٤)
المنذر بن عمرو بن خنيس الساعدي، المعروف بالمعنق ليموت، أو المعنق للموت (٥)، نقيب بني ساعدة.
(١) «سيرة ابن هشام» (٣/ ١٧٢)، و «طبقات ابن سعد» (٤/ ٤٠٢)، و «الاستيعاب» (ص ٢٤٧)، و «أسد الغابة» (٢/ ٢٨٦)، و «توضيح المشتبه» (٤/ ٢٤)، و «الإصابة» (١/ ٥٤٨). (٢) قال ابن ناصر الدين في «توضيح المشتبه» (٤/ ٢٤): (بفتح أوله وكسر المثلثة وقد تسكن، تليها نون مفتوحة ثم هاء). (٣) القصة في «طبقات ابن سعد» (٢/ ٥٦)، و «تاريخ الطبري» (٢/ ٥٤٢)، و «عيون الأثر» (٢/ ٥٩) ثلاثتهم من طريق ابن إسحاق. (٤) «سيرة ابن هشام» (٣/ ١٨٤)، و «طبقات ابن سعد» (٣/ ٥١٤)، و «الاستيعاب» (ص ٦٩٤)، و «أسد الغابة» (٥/ ٢٦٩)، و «تاريخ الإسلام» (٢/ ٢٣٦)، و «الإصابة» (٣/ ٤٤٠). (٥) المعنق: المسرع، ولقب بذلك لأنه أسرع إلى الشهادة؛ وذلك بعد مقتل حرام بن ملحان، اتبع المشركون أثره، فوجدوا سرية المنذر بن عمرو، فقالوا: إن شئت .. آمنّاك، فقال: لن أعطيكم بيدي، ولكن أقتل أمهاتكم، إلا أن تؤمّنوني حتى آتي مقتل حرام بن ملحان، ثم أبرأ من جواركم، فقاتلهم حتى قتل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم-