عمرو بن عبيد المعتزلي المتكلم الزاهد المشهور مولى بني عقيل.
كان أبوه شرطيا بالبصرة، فكان الناس إذا رأوا عمرا مع أبيه .. قالوا: هذا خير الناس ابن شر الناس، فيقول أبوه: صدقتم، هذا إبراهيم بن آزر.
وقيل لأبيه: ابنك يختلف إلى الحسن البصري، ولعله أن يكون منه خير، قال: وأي خير يكون من ابني وأمه أصبتها من غلول وأنا أبوه؟ ! وكان عمرو بن عبيد يجالس الحسن كثيرا، فلما أحدث ما أحدث من نفي القدر وغيره .. قال له الحسن: اعتزل مجلسنا، فاعتزله هو وواصل بن عطاء؛ فسموا المعتزلة، ونقل عنه العلماء في إنكار القدر ما يقتضي الكفر.
منها: أنه قال: إن كانت {(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ)} في اللوح المحفوظ .. فما على أبي لهب لوم.
ومنها: أنه لما سمع حديث الأعمش عن ابن مسعود عن الصادق المصدوق رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أن ملكا موكلا بالرحم يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة إلى أن قال:«ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله وشقي، أو سعيد»(٢)، فقال عمرو بن عبيد: لو سمعته من الأعمش .. لكذبته، ولو سمعته من ابن مسعود .. لما صدقته، ولو سمعته من النبي صلّى الله عليه وسلم .. لقلت: ما بهذا بعثت الرسل، ولو سمعته من الله تعالى .. لقلت: ما على هذا أخذت مواثيقنا؛ فإن صح ذلك عنه .. لم يزد عليه كفر، نسأل الله العافية.
= الإسلام» (٩/ ٢٨٨)، و «مرآة الجنان» (١/ ٢٩٧)، و «تهذيب التهذيب» (٤/ ٢٤)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٢٠٦). (١) «طبقات ابن سعد» (٩/ ٢٧٢)، و «المعارف» (ص ٤٨٢)، و «الجرح والتعديل» (٦/ ٢٤٦)، و «وفيات الأعيان» (٣/ ٤٦٠)، و «تهذيب الكمال» (٢٢/ ١٢٣)، و «سير أعلام النبلاء» (٦/ ١٠٤)، و «تاريخ الإسلام» (٩/ ٢٣٨)، و «مرآة الجنان» (١/ ٢٩٥)، و «شذرات الذهب» (٢/ ١٩٦). (٢) أخرجه البخاري (٧٤٥٤)، ومسلم (٢٦٤٣).