وقيل: إنه كان ينشد شعره في سوق الإبل، فوقف عليه الفرزدق وسمع شعره، فقال له ذو الرمة: ما تسمع يا أبا فراس؟ فقال: ما أحسن ما تقول! قال: فما لي لا أذكر مع الفحول؟ ! قال: قصر بك عن غايتهم بكاؤك في الدّمن، ووصفك الأباعر والعطن.
وهو أحد عشاق العرب المشهورين، ومعشوقته مية بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم المنقري، ومية هذه هي التي عناها أبو تمام الطائي بقوله في قصيدة له:[من البسيط]
ما ربع مية معمورا يطيف به ... غيلان أبهى ربا من ربعها الخرب
وجدها قيس بن عاصم هو الذي قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم لما قدم عليه وفد تميم:«هذا سيد أهل الوبر»(٣).
وهو الذي مدحه الأحنف بن قيس بالحلم كما تقدم (٤)، وهو الذي قال فيه الشاعر يرثيه:[من الطويل]
وما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدّما
ومن شعر ذي الرمة:[من الطويل]
إذا هبت الأرواح من نحو جانب ... به أهل ميّ هاج قلبي هبوبها
هوى تذرف العينان منه وإنما ... هوى كل نفس حيث حل حبيبها
(١) «الأغاني» (١٨/ ٥)، و «المنتظم» (٤/ ٥٤١)، و «وفيات الأعيان» (٤/ ١١)، و «سير أعلام النبلاء» (٥/ ٢٦٧)، و «تاريخ الإسلام» (٧/ ٣٥٦)، و «مرآة الجنان» (١/ ٢٥٣)، و «البداية والنهاية» (٩/ ٣٧١)، و «شذرات الذهب» (٢/ ١٢)، و «خزانة الأدب» (١/ ١٠٦). (٢) هذا عجز بيت، وصدره: وغير مرضوخ القفا موتود. (٣) أخرجه الحاكم في «المستدرك» (٣/ ٦١١). (٤) انظر (١/ ٤١٧).