ومن ذلك قوله تعالى:(فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ)«٢» أي: إن دخولها، لقوله:(لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها)«٣» .
ومن ذلك قوله تعالى:(إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا)«٤» أي ذا العهد [كان] مسئولا عنه، وذا الأمانة، فحذف.
وقوله تعالى:(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا)«٥» أي: كل أفعال أولئك، أي: إن ذا العهد كان مسئولا عنه، أي عن كل الأفعال.
وقيل: أي: يكون الإنسان هو المسئول عن السمع والبصر والفؤاد، تسأل عن الإنسان لتكون شهوداً عليه وله، بما فعل من طاعة وارتكب من معصية «٦» .
وقيل: يعود إلى «البصر»«٧» .
وقيل: يعود إلى «كل» .
ومن ذلك قوله تعالى:(لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ)«٨» أي: لن تخرق عمقها، أي: لن تبلغ طول ذا ولا خرق ذا وأنت ضعيف عاجز.
ومن ذلك قوله تعالى:(وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً)«٩» أي: تزيدهم تلاوته خشوعا، أو سماعهم له.
(١) المزمل: ١٧. (٢) المائدة: ٢٦. [.....] (٣) المائدة: ٢٤. (٤) الإسراء: ٣٤. (٥) الإسراء: ٣٦. (٦) وزاد القرطبي (١٠: ٢٦٠) عبارة موضحة: «فالإنسان راع على جوارحه، فكأنه قال: كل هذه كان الإنسان عنه مسؤولا» . (٧) الأصل: «إلى العصر» . (٨) الإسراء: ٣٧. (٩) الإسراء: ١٠٩.