إن المتقين في ظلال وشرب عيون، أي: شرب ماء عيون، وأكل فواكه.
يدل على ذلك قوله تعالى:(كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً)«٥» . وقوله:(إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (٥) عَيْناً) «٦» أي: يشربون من كأس ماء عين، فحذف «الماء» كما حذف في الأولى، فحذف الماء للعلم بأن الماء من العين، ماؤها لا نفسها.
ومثله:(لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ)«٧» أي: على دعواهم بأنها آلهتهم، كقوله تعالى:(وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ)«٨» أي: دعوى ذنب.
ومن حذف المضاف قوله تعالى:(وَازْدَادُوا تِسْعاً)«٩» أي: لبث تسع. ف «تِسْعاً» منصوب لأنه مفعول به، والمضاف معه مقدر.
ومثله:(جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ)«١٠» أي: لجزاء يوم لا ريب فيه.
(١) يوسف: ٢٠. (٢) الأنبياء: ٥١. (٣) الأعراف: ٢٠- قال أبو حيان في البحر (٥: ٢٩١) : «خرج تعلق الجار إما «بأعني» مضمرة، أو بمحذوف يدل عليه «من الزاهدين» . أي: وكانوا زاهدين فيه من الزاهدين أو بالزاهدين، لأنه يتسامح في الجار والظرف، فيجوز فيهما ما لا يجوز في غيرهما» . (٤) المرسلات: ٤١، ٤٢. (٥) المرسلات: ٤٢، ٤٣. (٦) الإنسان: ٥، ٦. (٧) الكهف: ١٥. (٨) الشعراء: ١٤. (٩) الكهف: ٢٥. (١٠) آل عمران: ٩. (١١) آل عمران: ٢٨.