وأعجب من ذا جعله «مصدقاً» حالاً من نفس الحق، بعد أن قال في قوله (وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها)«١» أنه يجوز أن يكون عطفاً على الضمير في «حق» .
وقال غيره وهو قد رضي به في قوله:(إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)«٢» إن نصب «مثل» راجع إلى الضمير في «لحَقّ» . فلم لا تجعل قوله «مصدقاً» حالاً من الضمير في قوله «بالحق» ؟
ومثله:(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ)«٣» حال من الضمير في «أنزلناه» .
وأما قوله:(وَبِالْحَقِّ نَزَلَ)«٤» فيحتمل الجار فيه ضميرين: أحدهما «أن يكون التقدير» نزل بالحق كما تقول: نزلت بزيد.
ويجوز أن يكون حالاً من الضمير الذي في «نزل» .
ومثله:(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)«٥» فمن رفع «الأمين» يكون الجار مثل الذي في: مررت بزيد ويكون حالاً، كما تقول: نزل زيد بعدته، وخرج بسلاحه.