وليس ببعيدٍ أنْ يكون الجِدُّ فى الأمرِ والمبالغةُ فيه من هذا؛ لأنَّه يَصْرِمه صَرِيمةً ويَعْزِمُه عزيمة. ومن هذا قولك: أجِدَّكَ تفعلُ كذا، أى أجدًّا منك، أصريمةً منك، أعَزِيمةً منك. قال الأعشى:
أجِدَّكَ لم تسمَعْ وَصاةَ محمّدٍ … نبىِّ الإِلهِ حين أوْصَى وأشْهَدا (٢)
وقال:
أجِدَّكَ لم تغتمِضْ ليلةً … فتَرقُدَها مَعَ رُقَّادِها (٣)
والجُدُّ البِئْر من هذا الباب، والقياس واحد، لكنها بضم الجيم. قال الأعشى فيه:
(١) البيت لوليد بن يزيد، كما فى الأضداد لابن الانبارى ٣٠٨. وقد جاء فى المجمل واللسان (جدد) بدون نسبة. (٢) ديوان الأعشى ١٠٣. (٣) ديوان الأعشى ٥٠. والبيت مطلع قصيدة. (٤) ديوان الأعشى ١٠٥ واللسان (٨٠: ٤ - ١٤٦: ١٧) وسيأتى فى (ظن). ورواية الديوان ما يجعل .. » و «الزاخر» بدل «الماطر».