جاء في سبب نزول هذه الآية: أن عبادة بن الصامت (١) رضي الله عنه كان له حلفاء من اليهود، فلما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب قال عبادة: يا نبي الله إن معي خمسمائة رجل من اليهود وقد رأيت أن يخرجوا معي فاستظهر بهم على العدو، فنزلت هذه الآية (٢) وهذا دليل على عدم جواز الاستعانة بهم في القتال.
وجه الدلالة: أن هذه الآية وغيرها من الآيات التي تنهي عن مولاة الكفار تضمنت المنع من التأييد والانتصار بالمشركين (٣) .
٣- عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى بدر فتبعه رجل من المشركين فقال:(أتؤمن بالله ورسوله، قال: لا قال: فارجع فلن استعين بمشرك)(٤) .
وجه الدلالة: أن الحديث جاء عام في كل مشرك، فلا يجوز الاستعان بهم في قتال العدو.
٤- أن الكافر لا يؤمن مكره وغائلته لخبث طويته فلا يستعان به (٥) .
ونوقش الاستدلال بهذه الأدلة بما يلي:
(١) هو: عبادة بن الصامت بن قيس الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد، شهد بدرا والمشاهد كلها بعد بدر، من النقباء الذين بايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة، روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرا، وروي عنه جمع من الصحابة ولي قضاء فلسطين توفي سنة ٣٤ هـ وقيل: غير ذلك. انظر: الإصابة (٣/٥٠٥) ت رقم (٤٥١٥) وأسد الغابة (٦/٥٦) ت رقم (٢٧٨٩) . (٢) أسباب النزول للنيسابوري ص (٧٣) . (٣) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٦/٢١٠) . (٤) صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الجهاد والسير، باب كراهية الاستعانة في الغزو بالكفار، ح رقم (١٨١٧) . (٥) المغني (١٣/٩٨) وكشاف القناع (٢/٣٨٩) .