جاء في زاد المعاد (وكان - صلى الله عليه وسلم - يبعث العيون يأتونه بخبر العدو ويطلع الطلائع..)(١) .
يدل على ذلك ما يلي:
١- عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من يأتيني بخبر القوم يوم الأحزاب (٢) فقال الزبير (٣) أنا ثم قال: من يأتيني بخبر القوم، قال الزبير أنا قال - صلى الله عليه وسلم - لكل نبي حواري، وحواري الزبير) (٤) .
والمراد خبر بني قريظة هل نقضوا العهد أم لا؟ (٥) .
٢- وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب (٦)(ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة فسكتنا فلم يجبه منا أحد فقال: قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم، فلم أجد بدا إذ دعان باسمي أن أقوم، قال: اذهب فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم (٧) علي.. فأخبرته بخبر القوم) (٨) .
(١) زاد المعاد (٣/٩٦) والطلائع: القوم اللذين يبعثون ليطلعوا طلع العدو، كالجواسيس وأحدهم طليعة وتطلق على الجماعة كذلك. انظر: لسان العرب مادة (طلع) (٨/٢٣٧) والنهاية في غريب الحديث (٣/١٢١) . (٢) هي: غزوة الخندق في شوال سنة خمس من الهجرة، انظر: البداية والنهاية (٣/٤٧٦) . (٣) هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، القرشي الأسدي، أبو عبد الله، حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن عمته، هاجر الهجرتين، وهو أحد المبشرين بالجنة، قتل بعد وقعة الجمل سنة ٣٦ هـ. انظر: الإصابة (٢/٤٥٧) ت رقم (٢٧٩٦) وأسد الغابة (٢/٩٧) ت رقم (١٧٣٢) . (٤) صحيح البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد والسير، باب فضل الطليعة ح رقم (٢٨٤٦) وباب هل يبعث الطليعة وحدة، ح رقم (٢٨٤٧) ومسلم بشرح النووي كتاب الجهاد باب غزوة الأحزاب ح رقم (١٧٨٨) . (٥) فتح الباري شرح صحيح البخاري (٧/٥١٧) . (٦) هي الليلة التي اشتد فيها الحصار على المسلمين فأرسل الله على الأحزاب الريح والبرد الشديد انظر: فتح الباري (٧/٥١٧٠) . (٧) الذعر الفزع والمراد لا تعلمهم بنفسك وامش في خفية لئلا ينفروا منك ويقبلوا علي انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/١٤٩) . (٨) صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة الأحزاب، ح (١٧٨٨) .