قوله:"فإن لا يكنها" الفاء فيه تفسيرية، تفسر معنى الشطر الثاني من البيت الذي قبله (٢) و "إن" للشرط، وقوله:"لايكنها" فعل الشرط، وقوله:"فإنه أخوها" جواب الشرط واسم يكن مضمر فيه يرجع إلى قوله: "أخاها" في البيت السابق، وخبره: الضمير المتصل به.
والمعنى: فإن لا يكن النبيذ الخمر بعينها فإنه أخوها؛ لأنه يعمل عملها، وكلاهما من أصل واحد؛ حيث قال: غذته أمه بلبانها.
قوله:"أو تكنه" عطف على قوله: "لا يكنها" أي: ولا يكنه، أي: ولا يكن الخمر النبيذ فاسم لا يكن هو الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى الخمر، وخبره الضمير المتصل به الذي يرجع إلى النبيذ.
قوله:"فإنه" جواب الشرط؛ كما ذكرنا، و "إن" حرف من الحروف المشبهة بالفعل، والضمير المتصل بها اسمها، وقوله:"أخوها" خبرها، أي: فإن النبيذ أخو الخمر، قوله:"غذقه أمه" جملة من الفعل والمفعول والفاعل وهو قوله: "أمه" أي: غذته النبيذ أمه بلبان الخمر، والجملة في محل الرفع على أنها خبر بعد خبر، ويجوز أن تكون حالًا من الهاء في "أخوها"، والعامل فيها: إن (٣).
قال سيبويه في قولهم: مررت بزيد قائمًا، إن العامل في الحال الباء في: بزيد، واحتج بأنه لا يجوز تقديم قائم على الباء هنا، فلا يقال: مررت قائمًا بزيد؛ لأن الحال لا يتقدم على عاملها فافهم (٤).
(١) من بحر الرجز، ينظر الخزانة (٥/ ٣٣٢)، وليس في ديوان الكميت. (٢) وهو قوله: دعِ الخمْرَ يشربهَا الغُوَاةُ فإننِي … رَأَيتُ أَخَاهَا مُغنِيًا بمكانهَا (٣) هي العيني جواز أن تكون الحروف هي العاملة بنفسها في الحال، وقد استدل على ذلك بقول سيبويه، فقال في فرائد القلائد: "قوله: (غذته أمه) أي غذته النبيذ أمه بلبان الخمر، وهي جملة في محل الرفع على أنها خبر بعد خبر، ويجوز أن تكون حالًا من الهاء في (أخوها). (٣٤)، وينظر الخزانة (٥/ ٣٣٢)، والكتاب لسيبويه (٢/ ١٢٤). (٤) قال سيبويه: " … ومن ثم صار: مررت قائما برجل لا يجوز؛ لأنه صار قبل العامل في الاسم وليس بفعل، والعامل الباء، ولو حسن هذا لحسن: قائمًا هذا رجل". الكتاب لسيبويه (٢/ ١٢٤).