٣١٢ - ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: ٤]. عن خصيف قال:(قلت لسعيد بن جبير: الزّنا أشدُّ أو قذفُ المحصنة؟ قال: لا، بل الزنا. قلت: إن الله يقول: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ﴾ [النور: ٤]. قال: إنما هذا في حديث عائشة خاصّة. وفي لفظ: لعائشة خاصّة)(١).
٣١٣ - ﴿وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: ٤]. قال يحيى بن سلّام:(العاصون، وليس بفسق الشرك، وهي كبيرة)(٢).
٣١٤ - ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النور: ١١]. قال هشام بن عبد الملك للزهري:(مَنْ الذي تولى كبره منهم؟ فقال: هو عبد الله بن أُبيّ. قال: كذبت، هو علي بن أبي طالب. فقال الزهري: أنا أكذب لا أبا لك! فو الله لو نادى منادٍ من السماء إن الله أحلَّ الكذب ما كذبت، حدثني سعيد وعروة وعبيد وعلقمة بن وقاص، عن عائشة: أن الذي تولى كِبره عبد الله بن أبيّ)(٣).
٣١٥ - قالت عائشة ﵂:(ما سمعت بشيء أحسن من شعر حسّان، وما تمثلت به إلا رجوتُ له الجنة .. ، فذكرَت بعضَ شعره، فقيل: يا أمّ المؤمنين أليس هذا لغوًا؟ قالت: لا، إنما اللغو ما قيل عند النساء، قيل: أليس الله يقول: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النور: ١١]؟ قالت: أليس قد أصابه عذاب عظيم؟ أليس قد أُصيب بصره، وكُسع بالسيف؟ -تعني الضربة التي ضربها إيّاه صفوانُ بن المعطّل حين بلغه عنه أنه تكلم في ذلك فعلاه بالسيف وكاد يقتله-)(٤).
(١) جامع البيان، لابن جرير ١٧/ ١٦٢. (٢) تفسير يحيى بن سلّام ١/ ٤٢٨. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ٤١٢). (٣) سير أعلام النبلاء ٥/ ٣٣٩. (٤) الدر المنثور، للسيوطي ٦/ ١٤٦.