١٩٨ - قال ابن عباس ﵁ في الآية:(لم يأمروهم أن يسجدوا لهم، ولكن أمروهم بمعصية الله، فأطاعوهم، فسماهم الله بذلك أربابًا)(١).
١٩٩ - ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [التوبة: ٣٤]. قال ابن عباس ﵁:(لما نزلت هذه الآية كبُرَ ذلك على المسلمين، وقالوا: ما يستطيع أحدٌ منّا لولده مالًا يبقى به، فقال عمر ﵁: أنا أفرّج عنكم. فانطلق عمر ﵁، واتّبَعه ثوبان، فأتى النبيَّ ﷺ وقال: يا نبي الله إنه قد كبُرَ على أصحابك هذه الآية، فقال:«إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيّبَ بها ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريثَ لأموالٍ تبقى بعدكم»، فكبًّر عمر ﵁، ثم قال له النبي ﷺ:«ألا أخبرك بخير ما يَكنز المرء؟ المرأةَ الصالحةَ التي إذا نظر إليها سرَّته، وإذا أمرَها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته» (٢).
٢٠٠ - قال زيد بن وهب:(مررت بالرّبذة فلقيت أبا ذر، فقلت: يا أبا ذر، ما أنزلك هذه البلاد؟ قال: كنت بالشام، فقرأت هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ﴾ [التوبة: ٣٤] الآية. فقال معاوية: ليست هذه الآية فينا، إنما هذه الآية في أهل الكتاب. قال: فقلت: إنها لفينا وفيهم. قال: فارتفع في ذلك بيني وبينه القول، فكتب إلى عثمان يشكوني، فكتب إليّ عثمان: أن أقبِل إليّ. قال: فأقبلت، فلما قدمت المدينة ركبني الناس كأنّهم لم يروني قبل يومئذٍ، فشكوت ذلك إلى عثمان، فقال لي: تنحَّ قريبًا، قلت: والله لن أدع ما أقول)(٣).
٢٠١ - سُئل ابن عمر عن قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ
(١) جامع البيان، لابن جرير ١١/ ٤٢٠. (٢) الدر المنثور، للسيوطي ٤/ ١٦٣. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ٩٤). (٣) جامع البيان، لابن جرير ١١/ ٤٣٤.