وكان خلع عبد الرحمان نفسه، ورضوا أن يكون هو الذي يختار للمسلمين، [٤٦٣] وقد كان جاء عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة والقوم في البيت يتشاورون، فجلسا بالباب فحصبهما [٢] سعد وأقامهما.
ولما كان اليوم الرابع صعد عبد الرحمان المنبر في الموضع الذي كان يجلس فيه رسول الله- صلى الله عليه- ثم قال:
«أيّها الناس، إنّى قد سألتكم سرّا وجهرا عن إمامكم، فلم أجدكم تعدلون بأحد الرجلين: إما علىّ وإما عثمان. فقم إلىّ يا علىّ!» فوقف تحت المنبر، وأخذ عبد الرحمان بيده، فقال:
- «هل أنت مبايعى على كتاب الله وسنّة نبيّه وفعل أبى بكر؟» قال: «اللهم لا، ولكن على جهدي وطاقتي.» قال:
فأرسل يده، ثم نادى:«قم يا عثمان!» فأخذ بيده وهو في موقف علىّ الذي كان فيه، فقال:
- «هل أنت مبايعى على كتاب الله وسنّة نبيّه وفعل أبى بكر؟» قال: «اللهم نعم.» فرفع رأسه إلى سقف المسجد ويده في يد عثمان، ثم قال:
- «اللهم اسمع واشهد، اللهمّ اسمع واشهد: إنّى جعلت ما في رقبتي من ذاك في رقبة عثمان.» فازدحم الناس يبايعون عثمان، وكان عبد الرحمان [٤٦٤] قعد مقعد النبىّ- صلى الله عليه- من المنبر، وأقعد عثمان على الدرجة الثانية.
[١] . الأصل والطبري: لم ترع. في الأصول الأخرى: لن ترع، لن تراع. [٢] . حصبهما: رماهما بالحصباء.