فانصرف أبو مسلم، وانصرف الناس، فافترى [١] علىّ أمير المؤمنين حين خرج أبو مسلم وقال:
- «متى أقدر على مثل هذه الحال منه التي رأيته قائما على رجليه ولا أدرى ما يحدث فى ليلتي.» فانصرف، فلمّا أصبحت غدوت عليه، فلمّا رآني قال:
- «يا بن اللخناء، لا مرحبا بك، والله ما غمّضت الليلة.» ثمّ شتمني حتّى خفت أن يقتلني. ثمّ قال:
- «ادع لى عثمان بن نهيك.» فدعوته. فقال:
- «يا عثمان، كيف [٣٧٥] بلاء أمير المؤمنين عندك؟» قال: «يا أمير المؤمنين، إنّما أنا عبدك، والله لو أمرتنى أن أتّكىء على سيفي حتّى يخرج من ظهري، لفعلت.» قال: «كيف أنت إن أمرتك بقتل أبى مسلم؟» فوجم ساعة لا يتكلّم. فقلت:
- «مالك لا تتكلّم؟» فقال قولة ضعيفة: «أقتله.» قال: «انطلق، فجئنى بأربعة من وجوه الحرس جلداء [٢] .» فمضى. فلمّا كان عند الرواق ناداه:
- «يا عثمان، ارجع.» فرجع.
قال:«اجلس.» فجلس.
[١] . كذا فى الطبري (١٠: ١١٠) فافترى. [٢] . فى الطبري (١٠: ١١٠) جلد.