- «سر إلى العراق، فقد ولّيتكه، وإيّاك أن يعلم بذلك أحد، وخذ ابن النّصرانيّة [١٢٥] وعمّاله، فاشفني منهم.» فاستخلف يوسف ابنه على عمله، واختار دليلا عالما بالطّرق [١] وسار.
فسأله ابنه:
- «أين تريد؟» قال له:
- «يا بن اللخناء، أيخفى عليك إذا استقرّ بى منزل» ثمّ سار. فكان إذا أتى طريقين سأل. فإذا قيل: هذا إلى العراق، قال: أعرف، حتّى أتى الكوفة. فقال لغلامه كيسان:
- «انطلق، فأتنى بطارق، فإن كان قد أقبل، فأحمله على أكاف، وإن لم يكن قد أقبل، فأت به سحبا.» قال: فأتيت الحيرة دار عبد المسيح وهو سيّد أهل الحيرة. فقلت له:
- «إنّ يوسف قد قدم على العراق، وهو يأمرك أن تشدّ طارقا وتأتيه به [٢] .» فخرج هو وولده وغلمانه حتّى أتوا منزل طارق. وكان لطارق غلام شجاع معه غلمان شجعان، لهم سلاح وعدّة. فقال لطارق:
- «إن أذنت لى خرجت إلى هؤلاء فى من معى فقتلتهم، ثمّ طرت على وجهك حيث شئت.» فقال: «لا.» وأذن لكيسان. فلمّا دخل قال:
- «أخبرنى عن الأمير ما يريد؟» قال:
- «المال.» قال:
[١] . فى آ، والطبري (٩: ١٦٥٢) : الطريق. [٢] . وتأتيه به. كذا فى الأصل ومط وآ والطبري (٩: ١٦٥٣) : وتأتيه به.