اعلم أن الحذف الإعلالي والحذف الترخيمي قد تقدما؛ أما الحذف الإعلالي ففي باب الإعلال من التصريف, وأما الحذف الترخيمي ففي النحو٣ في باب الترخيم.
وقد جاء أيضا حذف -غير الحذف الإعلالي "١٧٧" وغير الحذف الترخيمي- في باب تتفعّل وتتفاعل، نحو: تَتَنَزَّل وتَتَنَابَز؛ فإنه يحذف منه إحدى التاءين، فيقال: تَنَزّل، وتَنَابز؛ لكراهة اجتماع التاءين وهي فصيحة كإثباتها, وإدغام [إحداهما في الأخرى] ٤ قليل.
واختلف في المحذوف من التاءين: فقيل الأولى، وقيل الثانية -وهو الوجه- لأن الأولى للعلامة وهي المضارعة بخلاف الثانية, ولأن الاستثقال جاء من الثانية لا من الأولى.
وجاء الحذف في نحو: مِسْتُ، وأَحَسْتُ، وظَِلْتُ٥, في: مَسِسْتُ
١ في الأصل: الإعلال, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". ٢ عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الحذف الإعلالي والترخيمي قد تقدم، وَجَاءَ غَيْرُهُ فِي تَفَعَّلُ وتَفَاعَلُ، وَفِي نَحْوِ: مست وأحست وظلت واسطاع يستطيع، وَجَاءَ يَسْتِيعُ، وَقَالُوا: بَلْعَنْبَرِ وَعَلْمَاءِ ومِلْمَاءِ، فِي: بَنِي الْعَنْبَرِ وَعَلَى الْمَاءِ وَمِنَ الْمَاءِ. وَأمَّا نَحْو: يَتَسِعُ وَيَتَقِي فَشَاذٌّ، وَعَلَيْهِ جَاءَ: "تَق اللهِ فِينَا وَالْكِتَابَ الَّذِي تَتْلُو" بِخِلافِ: تَخِذَ يتخذ، فَإِنَّهُ أَصْلٌ، وَاسْتَخَذَ مِنَ اسْتَتْخَذَ. وَقِيلَ: أبْدِلَ مِنْ تَاءِ اتَّخَذَ وَهُوَ أشَذُّ، وَنَحْوُ: تُبَشِّرُونِي وإني قد تقدم". "الشافية، ص١٦". ٣ ففي النحو: ساقط من "ق". ٤ في الأصل: أحدهما في الآخر, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". ٥ ينظر الكتاب: ٤/ ٤٨٣.