أي٢: الخط تصوير اللفظ المقصود تصويره برسم حروف هجائه، لا برسم أسماء حروف٣ هجائه. فإذا قلت: كتبت زيدا, فإنك تكتب مسمى: زايا وياء ودالا، دون أسمائها؛ لأنهم احتاجوا في٤ تعليم حروف الهجاء إلى التوقيف على مسمياتها.
ثم إن كان للفظ مدلول تصح كتابته نحو: أكتب شعرا, فإن دلت قرينة على أن المقصود لفظ "شعر" كتبت هذه الصورة: "شعر". وإن لم تدل قرينة على ذلك فالمقصود٥ أن يكتب ما ينطبق عليه شعر.
وأسماء الحروف إذا قصد مسمياتها، كقولك: اكتب: جيم, عين, فاء، "راء"٦، وقصدت به تصوير المسمى فإنما تكتب مسمياتها،
١ عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الْخَط تَصْوِيرُ اللَّفْظِ بِحُرُوفِ هِجَائِهِ إلاّ أسْمَاءَ الْحُرُوفِ إذَا قُصِدَ بِهَا الْمُسَمَّى، نَحْوُ قَوْلِكَ: اكتب: جيم، عين، فاء، راء، فَإِنَّكَ تَكْتُبُ هَذِهِ الصُّورَةَ "جَعْفَر" لأَنَّهَا مُسَمَّاهَا خَطُّا وَلْفظاً؛ وَلِذَلِكَ قَالَ الْخَلِيلُ لَمَّا سَأَلَهُمْ: كَيْفَ تَنْطِقُونَ بِالْجِيم مِنْ جَعْفَرٍ؟ فقالوا: جِيمٌ، فقال: إنما نطقتم بالاسم ولم تنطقوا بالمسئول عَنْهُ، وَالْجَوَابُ جَهْ؛ لأنه الْمُسَمَّى، فَإنْ سُمِّيَ بِهَا مُسَمَّى آخَرُ, كُتِبَتْ كَغَيْرِها نحو: ياسِين وحَامِيم، وَفِي الْمُصْحَفِ عَلَى أصْلِهَا عَلَى الْوَجْهَيْنِ، نحو: يس وحم". "الشافية، ص١٦". ٢ لفظة "أي" ساقطة من "هـ". ٣ في "ق"، "هـ": حروف أسماء. ٤ في "هـ": "إلى" بدل "في". ٥ في الأصل: المقصود, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". ٦ لفظة "راء" إضافة من المحقق.