اعلم أن فَعِلَ -بكسر العين- يكثر فيه العلل والأحزان وأضدادهما يعني٣: الأفراح, نحو سَقِمَ ومَرِض في العلل، وحَزِن في الأحزان، وفَرِح وجَذِل وأَشِرَ٤ في الأفراح.
وقوله:"تكثر فيه" ينبئ بأنه يجيء فيه غيرها، كشَرِب وسَمِع. وتجيء جميع الألوان والعيوب والحِلَى على وزن "فَعِلَ" بكسر العين ثم٥ استثنى ما جاء فيه الضم أيضا مع الكسر٦، وأشار بقوله:"فقد جاء أَدُِمَ ... " إلى قوله "بالكسر والضم".
فقوله:"أَدُِمَ وسَمُِرَ" من الألوان، و"عَجُِفَ" من عيوب٧ البدن، و"حَمُِقَ وخَرُِقَ وعَجُِمَ" من عيوب النفس، و"رَعِن" من الحِلَى٨.
١ هذه الفقرة نقلها ابن الحاجب بتمامها من كتاب المفتاح، لعبد القاهر، ص٤٨. ٢ عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل: "وفَعِل: تكثر فيه العلل والأحزان وأضدادهما ... " إلى آخره. وفي "هـ" "وفَعِل تكثر فيه العلل". ٣ في "ق": أعني. ٤ لفظة "أشر" ساقطة من "هـ". ٥ في "هـ": نحو. ٦ في "هـ": الكثير. والصواب ما أثبتناه من الأصل، "ق". ٧ في "هـ": العيوب. ٨ يعني ركن الدين بالحِلَى ههنا: العلامات الظاهرة للعيوب في أعضاء الحيوان أو الإنسان؛ فـ"رَعَنَ الرجل، صار أرعن، والرجل الأرعن: الطويل الأنف. الوسيط "رعن": ٣٦٨. والحلى: جميع حِلية، وهي الخلقة، والصفة والصورة. ينظر اللسان: حلا: ٢/ ٩٨٥".