لكن الحذف في أَحَسْتُ بنقل حركة المحذوف إلى الحاء, وكذا في مِسْت، وظِلْت -بكسر الميم والظاء- لا بفتحهما.
والحذف١ في ظِلت٢ فصيح؛ لكثرة استعماله، بخلاف: مِسْت وأَحَسْت.
وإنما حذف في ذلك؛ لتعذر الإدغام بسكون الثاني، فحذفوا ما كانوا يدغمونه٣, وهو الأول. وقيل: حذفوا الثانية.
وجاء حذف التاء في نحو٤: استطاع يستطيع، فيصير: اسطاع يسطيع٥, وهو فصيح في "استطاع"٦؛ لكثرته.
١ في "ق": والفتح. ٢ في الأصل: ظللت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". ٣ في "ق": يحذفونه. ٤ لفظة "نحو" ساقطة من "هـ". ٥ في استطاع أربع لغات على رأي الفراء: اسطاع يُسْطيع -بفتح الهمزة في الماضي وضم حرف المضارعة- فهو من أطاع يطيع. والثانية: استطاع يَستطيع -بكسر الهمزة في الماضي وفتحها في حرف المضارعة- وهو استفعل نحو: استقام واستعان. والثالثة: اسطاع يَستطيع -بكسر الهمزة في الماضي ووصلها وفتح حرف المضارعة- والمراد: استطاع، فحذفت الهمزة تخفيفا لاجتماعها مع الطاء وهما من معدن واحد. والرابعة: استاع يَستيع، بحذف الطاء لأنها كالتاء من الشدة وتفضلها بالإطباق، وقيل: المحذوف التاء؛ لأنها زائدة وإنما أبدلوا من الطاء بعد تاء من مخرجها وهي أخف، وهو حذف على غير قياس. والأولى رأي سيبويه حيث قال: ومن قال: يسطيع فإنما زاد السين على أطاع يطيع, وجعلها عوضا من سكون موضع العين "الكتاب: ٤/ ٤٨٣" وينظر كذلك ابن يعيش: ١٠/ ٤٢٩. ٦ في الأصل: اسطاع.