والكِرَانُ، والمِزهَرُ هما عُودا الغناءِ، وكذلك البَرْبَطُ، والصَّنْجُ آلةٌ لهُ رُومِيَّة، وقال عَلْقَمَةُ بنُ عُلاثَةَ (١):
قد أَشْهَدُ الشَّرْبَ فيهمْ مِزْهَرٌ رَنِمٌ ... / ..............................
وقال بُرْجُ بنُ مُسْهِرٍ الطَّائِيُّ (٢):
وفِينَا (٣) مُسْمِعاتٌ عندَ شَرْبٍ ... ...................................
وقال ابنُ الطَّثَرِيَّةِ (٤): /
ويَوْمٍ كظِلِّ الرُّمحِ قَصَّر طُولَهُ ... دَمُ الزِّقِّ عنّا واصْطِفَاقُ المَزَاهِر
وقد يكونُ فيه وجهٌ ثالثٌ يقطعُ اعتراضَ أبي سعيدٍ وغيرهِ، ويكونُ أشبَهَ بالحالِ، وهو أنْ يرادَ بالمِزْهَرِ الدُّفُّ المُرَبَّعُ بوجهين، وهكذا وقعَ تفسيرُ المِزْهَرِ لجماعةٍ منْ قدماءِ الفقهاءِ والعلماءِ، وقالَهُ أصبغُ بنُ الفرجِ، وابنُ حبيبٍ في «واضحتِهِ» (٥)، فإنْ صحَّ أنَّ هذا الاسمَ عربِيٌّ / غيرُ مولدٍ، فعلى هذا لا يُنكرُ ضربُ الأعرابِ لها، وعادتُهم إطرابُ الضِّيفانِ بها.
(١) البيت من البسيط، «ديوانه» (ص: ٦٨)، و «المفضليات» (ص: ٤٠٢)، و «أساس البلاغة» (١/ ٣٩٠). وتمام البيت:قد أشهد الشرب فيهم مزهر رنيم ** والقوم تصرعهم صهباء خرطوم(٢) البيت من الوافر، «ديوان الحماسة» (ص: ١٣٣)، وتمامه:وفينَا مُسْمِعاتٌ عندَ شَرْبٍ ** وغِزْلَانٌ يُعَدُّ لَها الْحَمِيمُ(٣) في (ت): «وقينا».(٤) البيت من الطويل «أساس البلاغة» (١/ ٣٨٤)، و «الحيوان للجاحظ» (٦/ ١٧٩)، و «جمهرة الأمثال» (٢/ ١٩).(٥) ينظر: «النوادر والزيادات» (٤/ ٥٦٧)، و «الجامع لمسائل المدونة» (٩/ ١١٦)، و «التبصرة» للخمي (٤/ ١٨٦٣)، و «التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة» (٢/ ٥٨٠).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute