وقولُها:«أتَقَمَّحُ»، قال أبو عُبيدٍ (١): أي: أُروَى / حتَّى لا أحبَّ الشُّربَ، مأخُوذٌ مِنَ النَّاقةِ المُقامِحِ، وهي الَّتي تَرِدُ الحوضَ فلا تشربُ وترفعَ رأسَها رِيًّا.
ومَنْ رواهُ:«فَأَتَقَنَّحُ» بالنَّون، فإنَّ أبا عُبيدٍ (٢) / قال: لَا أعرِفُهُ، ولا أرَى المحفوظَ إلَّا بالمِيمِ.
قال الفَقِيهُ القَاضِي - رضي الله عنه -:
وحكي أبو عليٍّ القالِي في كتابِيه:«البارِعِ»، «والأمَالِي»(٣):
وقال شِمْرٌ: قَنْحًا، إذا تكارهَتْ الشُّربَ بعد الرِّيِّ، وأكثرُ كلامِهِم: / تَقَنَّحَتْ تَقَنُّحًا، قالَه أبو زيدٍ، وقال نحوَه ابنُ السِّكِّيتِ وأبو حنِيفةَ، فهما إذًا بمعنًى (٤).
والمِيمُ تتوارَدُ مع النُّونِ كثيرًا، مثل: غَيْن وغَيْم، وامْتُقِعَ وانْتُقِعَ.
وقال شِمْرٌ (٥) عن أبي زيدٍ: التَّقنُّحُ: الشُّربُ فوقَ الرِّيِّ.