أَجبتُ: النِّسبة الإِعرابيَّةُ غير، والنسبةُ اللُّغوية [غَير](١) إِذ النِّسبة اللُّغوية هي المشهورةُ فيما بينَ النَّاس، فأقول: أيَّ بأسٍ فيما لو فسر النسبة الإِعرابية بشيءٍ من جُملةِ النِّسبةِ المشهورةِ اللُّغويةِ، ألا تَرى أنك لو قلتَ في النسبة الإِعرابية: هي النسبة اللغوية إذ زيْدَ عليها كذا وكذا لما كنتَ مُنحرفًا عن الصَّواب فكذلك هذا؛ لأنَّ معناه النِّسبة الإِعرابيَّة هي النِّسبةُ اللُّغويَةُ إذا كانت بياءٍ مُشدَّدةٍ مَكسورٍ ما قَبلها.
أمَّا قولُهُ: لا حاجةَ إلى قوله: "للنِّسبة".
فنقول: لا نُسلِّمُ؛ لأنَّه لو أَهْمَلَ قوله:"للنِّسبة" لانتَقَضَ الحدُّ بما لو سُمِّيَ رجل ببغدادِي فإنه ليس بمنسوبٍ مع أنّه اسمُ البلدِ المُلحق بآخره ياءٌ مشددةٌ.
أجبتُ فهذا لا يكون استدراكًا؛ لأنَّ بقيَّةَ اللَّفظِ غيرُ كافيةٍ -اللَّهمَّ- إلا إذا زِيْدَ فيها شيءٌ آخرُ.
قالَ جارُ الله:"وكما انقسمَ التأنيثُ إِلى حقيقيٍّ وغيرِ حَقيقيٍّ فكذلك النِّسبةُ، فالحقيقيُّ ما كان مؤثرًا في المعنى واللَّفظ، وغير الحقيقي ما تَعَلَّق باللَّفْظِ فحسبُ، نحو كُرسيّ وبَرْدِيّ".
قال المُشَرِّحُ: البَرْدِيُّ -بالفتح-: نبتٌ معروف، قال (٢):
(١) من (ب). (٢) البيت للأعشى، ديوانه: ٦٧ وقبله: مَلِيْكِيَّةٌ جَاوَرَتْ بالحِجَازِ … قومًا عُدَاةً وأرضًا شَطِيْرَا بِمَا قَدْ تَرَبَّعُ روضَ القَطَا … وَرَوْضَ التَّنَاضِبِ حتى تَصِيْرَا كَبَرْدِيَّةِ الغِيْلِ وَسْطَ الغَرِيْـ … ـــفِ إذا خَالَطَ المَاءُ فيها السُّرُوْرَا