قالَ جارُ الله:"فصلٌ، والنَّفسُ والعَينُ مختصَّان بهذه التَّفضِلةِ بينَ الضَّميرِ المَرفوعِ وصاحِبَيه وفيما (١) سِواهما، لا فَضْلَ في الجَواز بينَ ثلاثَتِها تقولُ: الكتابُ قُرِئَ كلُّه، وجاؤوني كلُّهُم، وخرجُوا أجمعونَ".
قالَ المُشَرِّحُ: النَّفسُ والعَينُ إنَّما اختصَّا بهذه التَّفضِلَةِ وذلك أنَّ التَّنبّه لِلمؤكّدِ مع العينِ والنَّفسِ دون التَّنَبُّهُ له مع كلٍّ وأَجمعين (٢)، ألا تَرى أنَّ النَّفسَ والعَينَ غيرُ مُخْتَصّين بالتَّأكيدِ بدَلِيلِ أنَّك تقولُ: طابت نَفْسُه ورَمدَت عينُه فيكونُ من التَّأكِيدِ بمعزل. فَعَسَى لا يُطلَبُ معها (٣) المُؤكَّدُ، بخلافِ كلٍّ وأجمعين، فإنَّهما به مُختصَّان، والتَّنبيهُ للشَّيءِ الَّذي لا يُؤْبَهُ له مع الطَّلبِ أكثرُ منه، لا مع الطَّلبِ.