ابنُ جني (١): أي من أَثر حافِرِ فرسِ (٢) الرَّسولِ، [وقال ابن جِني أيضًا (١) في سُورة النَّجمِ: ألا تَرى أنَّ معناه: من تُراب أَرضِ أثرِ وطءِ حافرِ فَرسِ الرَّسول] (٣). البَحَار: موضعٌ بنجدٍ (٤)، وعن الغُوري بفَتحِ الباء. الأعقَّةُ العاديَّةُ أربعةٌ (٥) منها: عَقيقٌ بأرضِ اليَمامة (٦)، ومنها عَقيقٌ بناحيةِ المَدينة وهو المراد بقوله عَليهِ السَّلامُ "أتاني آتٍ وأنا بالعقيق"، ومنها عَقيقٌ بغوري تِهامة، يتدفَّقُ ماؤُه وهو الذي جاءَ في حديثِ ابن عبَّاسٍ:"أنَّ رسولَ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- وقَّتَ لأهلِ العِرَاقِ بَطنَ العقيقِ" قال الأزهري (٧): أرادَ به الَّذي بحذا ذاتِ عرقٍ، ومنها عَقيقٌ تَجري إليه مياهُ نَجدٍ قُلَلِهِ وجِبالِهِ. وَلَعَلَّ المُرادَ هُنا عَقِيقُ القَنَان.
هذا البيتُ من الطَّويل محذوفُ العَروض والضَّرب، وصدر البيت (٨):
ألا مَن رأى لي [رأي] برقٍ شَرِيق … أسالَ البِحَارَ ....... البيت
الرأي واحدُ الآراء … والشَّريقُ: إمَّا فعيلٌ بمَعنى مَفعول، من
(١) المحتسب: ٢/ ٢٩٦. (٢) في (ب) دابة. (٣) في (ب). (٤) لم يرد في معجم البلدان، وفيه: ١/ ٣٤٠: "بحَارُ"-بكسر الباء- وبدون أل. وانظر الجمهرة: (بحر) قال: وأدخل عليه اللّام، كما أدخَلها ابن ميادة علي: "الوليد بن اليزيد" وقال ابن فارس في تفسير البيت: أراد بالبحار الفَجَوَات. إثبات المحصل: ٣٥، ٣٦. وانظر "البَحَار" مرة ثانية في ديوانه: ٣١٦. وعند الفارسيّ: البحار: جمع بَحْرَةٍ وهي: الرياضُ انظر كتاب الشّعر: ١٣٧. (٥) تهذيب اللّغة: ١/ ٥٩، ومعجم الأدباء: ٤/ ١٣٨، ١٣٩. (٦) انظر معجم اليمامة: ٢/ ١٧٠. (٧) لم أجد هذا النّص في التهذيب، والموجود فيه في قوله: ومنها عقيق تجري إليه مياه … فلعل قوله قال الأزهري قبلها فقط. فيكون صحة النّص: قال الأزهري: ومنها عقيق … (٨) توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصل: ٢٥، والمنخّل: ٧٤، والخوارزمي: ٤٣ وزين العرب: ٢٧، وشرح ابن يعيش: ٣/ ٣١، والزملكاني: ٢/ ١٧٣ وكتاب الشعر لأبي علي الفارسي: ١٣٦، ١٣٧.