قالَ المشرّحُ: السِّيُّ: هو المثلُ، من قولهم سَوَّيتُ الشيءَ فَتَسَوَّى، واستَوى فإذا قُلتَ: هم فُضَلَاءٌ كُرَمَاءٌ لا سيَّما زيدٌ فمعناه: لا مثيلَ له في هاتين الخَصلَتَين. ولا سِيّما يومٌ، إذا رَفعتَ يومًا فما مَوصوفةٌ (٢)، تقديره: لا سِىّ شَيءٌ هو يَومٌ، فإذا جَرَرتَهُ فما صِلَةٌ، وتقديرُه: لا سيَّ يوم. فإذا نَصَبتَهُ فَما نكِرَةٌ، لا مَوصولةٌ ولا مَوصوفةٌ، تقديرهُ: فلا سِيِّ شَيءٌ أَعني يَومًا. وفي كلامِ شَيخِنا ها هنا إيماءٌ إلى أنَّ النَّصب فيه قليلٌ.
قالَ جارُ اللَّهِ: والخامسُ جارٍ على إعرابِه قبلَ دُخُولِ كلمةِ الاستثناء، وذلك ما جَاءَني إلَّا زيدٌ، وما رأيتُ إلَّا زيدًا، وما مررتُ إلَّا بزيدٍ.
قالَ المشرِّحُ: الكلامُ إذا كان غيرَ مُوجَبٍ، غيرَ تامٍّ لغا فيه -كما ذكرناه- إلَّا، وكان إعرابُه إعرابَه قبلَ دخولِ إلَّا، أَلا تَرَى أنَّك إذا قُلتَ: ما جاءني إلَّا زَيدٌ، فزيدٌ (٣) مرفوعٌ على الفاعِلِيَّة، كما كان قبلَ دُخُول كلمةِ "إلّا" وكذلك (٤) إذا قلتَ: ما رأيتُ إلّا زَيدًا "فزيدًا" منصوبٌ كما كانَ قبلَ دخولِ كلمةِ "إلّا"، وكذلك إذا قُلتَ: ما مررتُ إلا بزيدٍ "فزيدٌ"، مجرورٌ قبلَ كلمةِ "إلّا"(٣)
= في البيت اسم موضع، ودارات العرب كثيرة جمعها الأصمعي في مؤلف خاص وهو مطبوع. وجمعها محمد بن حبيب أيضًا، وصاعد بن الحسن البغدادي … وأوردها كلها أصحاب معاجم البلدان … أمّا دارة جلجل فانظر عنها الدارات للأصمعي: ٥، ومعجم ما استعجم لأبي عبيد البكري: ١/ ٣٨٥، ٥٣٤، ومعجم البلدان لياقوت: ٢/ ٥٢٨، وانظر توجيه إعراب البيت وشرحه في المنخل: ٤٨ والخوارزمي: ٢٦ وزين العرب: ١٩ وشرح الأندلسي: ١/ ٢٨٢، وابن يعيش ٢/ ٨٦ والبديع في علم العربية: ٧٩ وانظر المغني: ٣٥١، ٤٨٣، والتصريح: ١/ ١٤٤، والهمع: ١/ ١٣٤ والخزانة: ٢/ ٦٣. (١) في (أ). (٢) في (أ) موضوعة. (٣) في (أ) فقط. (٤) فوق هذه الكلمة كتب الناسخ بخط دقيق كلمة "طرّة"