الثاني (١) في المد إلى ما قبل آخرهما فوجب أن يجوز إدغام الثاني في الثالث.
أجبتُ: لا يجوز لأن ذلك بمنزلة تحريك الساكن في (قرم مالك) و (اسم موسى) فكما لا يدغم ذلك أحد كذلك ما نحن فيه. والذي يدل على أن المدَّ قد قام مقام الحركة قولهم: دابة، وتمود الثوب وتضربيني.
قال جارُ الله:"ويقع الإِدغام في المتقاربين كما يقع في المتماثلين، فلا بد من ذكر مخارج الحروف ليعرف متقاربيها من متباعديها".
قال المُشَرِّحُ: الإِدغام كما يقع بين المتماثلين يقع أيضًا بين المتقاربين لكن بعد أن يجعلا متماثلين.
قال جارُ الله:" (فصلٌ) ومخارجها ستة عشر فللهمزة والهاء والألف أقصى الحلق، وللعين والحاء أوسطه، وللغين والخاء أدناه".
قال المُشَرِّحُ: بعضهم: في هذا الكلام نظرٌ، وذلك أن الألف قبل الهاء، وهذا مما اتفق عليه الكلُّ، وحروف الحلق هي هذه التي عدّها الشيخ -[رحمه الله](٢) - سوى الألف.
قال جارُ الله:"وللقاف أَقصى اللسان وما فوقه من الحنك وللكاف من اللسان والحنك ما يلي مخرج القاف، وللجيم والشين والياء وسط اللسان ويحاذ به من وسط الحنك، وللضاد أول حافة اللسان [وما يليها من الأضراس. واللام ما دون أول حافة اللسان](٣) إلى مُنتهى طرفه وما يحاذي ذلك من الحَنك الأعلى فويق الضاحك والناب والرُّباعية والثنية".