فأكرمه. وقال -أيضًا-: أمَّا ما يحذف بعضه مما قبل الفاء فكقولك: أمَّا عِلْمًا فلا علم عند زَيْدٍ، فالعلم منصوب بما دل عليه "أما"، وتقديره: مهما يذكر زيدٌ علمًا: أي من أجل علم فلا علم عنده، ولا يجوز أن يكون العامل في "علمًا" ما بعد الفاء لأنه لا يعمل فيما قبله.
قال جارُ اللهِ:" (فصلٌ) و"إذن" جواب وجزاء، يقول الرجل: أنا آتيك فتقول: إذن أُكرمك، فهذا الكلام قد أجبته به وصيرت اكرامك جزاءً على إتيانه".
قالَ المُشرِّحُ:"إذن"(١) للنيابة عن ذكر الشَّرطِ في الجوابِ، كنيابةِ "نَعَمْ" عن ذكر المَسؤول عنه في الجَواب، أَلا تَرى أنك إذا قلت: إذن أكرمك لمن قال لك إن تكرمني أزرك ناب ذلك عن قولك: أكرمك للشَّرط الذي شَرَطْتَ كما ناب قولك: نعم في جوابِ من يقول لك أزيدٌ في المسجد عن أن تقول: زيد في المسجد مع اتصال الجواب بالشرط والسُّؤال فيها وتأكيده على الإِيجاز.
قال جارُ اللهِ:"وقال الزَّجاجُ: إن كان الأمر كما ذكرت فإني أكرمك".
قال المُشَرِّحُ: يقول القائل: زيدٌ يصيرُ إليك فتجيبه وتقول: إذن أُكرمه، وتأويله إن كان الأمرُ على ما تَصِفُ وقع إكرامه.
قال جارُ الله:"وإنما تَعمل "إِذَنْ" في فعلٍ مستقبلٍ غيرِ معتمدٍ على شيءٍ قبلها كقولك لمن يقول لك: أنا أكرمك إذَنْ أجيئك".
قال المُشرِّحُ: تفسير الاعتماد على ما ذكر الإِمام عبد القاهر الجُرْجَانِيُّ (٢) -رحمه الله- أن يرجع الفعل الواقع بعدها إلى شيءٍ يقتضي فيه رفعًا أو جزمًا كقولك: أنا إذن أكرمك، ووالله إذن لأفعل.
(١) نقل الأندلسي في شرحه: ٤/ ٢٧٥ شرح هذه الفقرة. (٢) المقتصد: ٢/ ١٠٥٥.