قال المُشَرِّحُ: يقول الجملة كما تُنقل (١) بعد أنّ المشددة مفردًا فكذلك بعد أنْ المُخففة.
فإن سألتَ: فكيفَ جازَ الابتداء (٢)"بأن" المفتوحة النَّاصبة للفعل ولم يجز "بأنْ" المفتوحة الناصبة للإِسم؟.
أجبتُ: لأن "أنَّ" المشددة لو ابتدئ بها لاستهدفت لدخول "أنَّ" عليها واجتماعهما قبيح.
قال جارُ الله:" (فصلٌ) وتميمٌ وأسدٌ يحوِّلُون هَمْزَتَهَا عينًا فينشدون بيتَ ذي الرمة:
* أَأَنْ تَرسَّمْتَ مِنْ خَرْقَاءَ مَنْزِلَةً *
"أَعَنْ تَرَسَّمْتَ" وهي عَنْعَنَةُ بني تَمِيْمٍ. وقد مرَّ الكلام في "لا" و"لن"".
قالَ المُشَرِّحُ: ترسَّمتُ الديارَ: تأمَّلتُ رسومها. الخَرْقَاءَ صاحبة ذِي الرُّمة: وهي من عامرِ بن رَبيعة بن عامر بن صَعصعة منقولة من الخَرْقاء وهي ضد الرَّفيقة، وتَمامُ البيت (٣):
* ماءُ الصَّبَابَةِ من عَيْنَيْكَ مَسْجُوْمُ *
(١) في (ب): "تفعل" وفوقها: "تقع" مصححة من نسخة أخرى وما في الأصل يؤيده ما ورد في النص الذي نقله الأندلسي في شرحه (٣/ ٢٥٧) عن الخوارزمي. (٢) ساقط من الأصل موجود في نص الأندلسي. (٣) ديوان ذي الرمة (ص ٣٧١). توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل (ص ١٩٣)، المنخل (ص ١٨٨)، شرح المفصل لابن يعيش (٨/ ١٤٩)، شرحه للأندلسي (٣/ ٢٥٧). وينظر: مجالس ثعلب (ص ١٠١)، الخصائص (٢/ ١١)، سر الصناعة (ص ٢٢٩، ٧٢٢)، شرح شواهد الشافية (ص ٤٢٧)، خزانة الأدب (٤/ ٣١٤، ٤٩٥).