قالَ جارُ اللَّهِ:" (فصلٌ): ولا يعملُ عملَ الفِعل، لم يجيزوا مررتُ برجُلٍ أفضلَ منه أَبوهُ، ولا خيرٍ منه أَبُوْهُ، بل رَفَعُوا أفضَلَ وخيرًا بالابتداءِ، وقوله (٢):
* وأَضْرَبَ مِنَّا بالسُّيوفِ القَوَانِسَا *
العاملُ فيه مضمرٌ، وهو يَضربُ، المَدْلُوْلُ عليه بـ "أضْرَبَ".
قالَ المُشَرِّحُ: اعلم أن الصِّفة حيثُ تَعمل عملَ الفعلِ تَعملُ (٣) لمشابهتها المُضارع صورةً ومعنى وأَفعل التَّفضيل -وإن كان مثلَ الفعل صورة- لكنه ليس [كذلك](٤) مثله معنى، لأن معنى التَّفضيل غير معنى المضارع، إلا أنه -وإن كان كذلك- فإنه يعمل في المضمر (٥) وفي الظاهر
(١) ديوان الأعشى: ١٠٦. توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٢٩، والمنخل: ١٤٧، وشرح المفصل لابن يعيش: ٦/ ١٠٠، ١٠٣، ١٠٥، وشرح المفصل للأندلسي: ٣/ ١٥٨. وهو في نوادر أبي زيد: ١٩٦، والتكملة لأبي علي: ٣٠٧، وشرح أبيات الإيضاح لابن بري ٣٥١، والخصائص: ١/ ١٨٥، ٣/ ٢٣٤، وشروح السقط: ٤٥٣، ١٧٢٠، والخزانة: ٣/ ٤٨٩. (٢) البيت للعباس بن مرداس السُّلمي، ديوانه: ٦٩، وصدره: * أكرَّ وأحمى للحَقِيْقَةِ مِنْهُمُ * توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٢٩، والمنخل: ١٤٧، وشرح المفصل لابن يعيش: ٦/ ١٠٥، ١٠٦، وشرح المفصل للأندلسي: ٣/ ١٦٠. وينظر: نوادر أبي زَيْدٍ: ٢٦٠، والتبيين للعكبري: ٢٨٧، والخزانة: ٣/ ٥١٧. (٣) ساقط من (ب). (٤) في (ب): "يجري". (٥) في (ب): "الضمير".