وأصل مادة ((بدع)) للاختراع على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى:
{بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}(٢)، أي: مخترعهما من غير مثال سابق متقدم (٣).
والبدعة في الاصطلاح الشرعي لها عدة تعريفات عند العلماء يكمل بعضها بعضاً، ومنها:
(أ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((البدعة في الدين: هي ما لم يشرعه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -: وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب)) (٤).
((والبدع نوعان: نوع في الأقوال والاعتقادات، ونوع في الأفعال والعبادات، وهذا الثاني يتضمن الأول، كما أن الأول يدعو إلى الثاني)) (٥). ((وكان الذي بنى عليه أحمد وغيره مذاهبهم: أن الأعمال عبادات وعادات))، فالأصل في العبادات أنه لا يشرع منها إلا ما شرعه الله، والأصل في العادات أنه لا يحظر منها إلا ما حظر الله (٦).
وقال أيضاً: ((والبدعة ما خالف الكتاب والسنة، أو إجماع سلف الأمة من الاعتقادات والعبادات: كأقوال الخوارج، والروافض، والقدرية، والجهمية، وكالذين يتعبَّدون بالرّقص والغناء في المساجد، والذين
(١) معجم المقاييس في اللغة لابن فارس، ص١١٩. (٢) سورة البقرة، الآية: ١١٧، سورة الأنعام، الآية: ١٠١. (٣) الاعتصام للشاطبي، ١/ ٤٩. (٤) فتاوى ابن تيمية، ٤/ ١٠٧ - ١٠٨. (٥) فتاوى ابن تيمية، ٢٢/ ٣٠٦. (٦) فتاوى ابن تيمية، ٤/ ١٩٦.