الرسل؛ لإخراج الناس من الظُّلمات إلى النُّور، فيجب الإيمان بهم إجمالاً وتفصيلاً، فيجب الإيمان بهم على وجه الإجمال، ويجب الإيمان بمن سَمَّى الله منهم على وجه التفصيل، قال الله - عز وجل -: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ الله عَزِيزًا حَكِيمًا}(١)، فيؤمن العبد أن من أجاب الرسل فاز بالسعادة ومن خالفهم باء بالخيبة والندامة، وخاتمهم وأفضلهم هو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - (٢).
[الأصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر]
الإيمان باليوم الآخر يدخل فيه الإيمان بكل ما أخبر الله به وأخبر به رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت ومن ذلك ما يأتي:
١ - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدِّموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين تذهبون بها؟ يسمع صوتَها كلُّ شيءٍ إلاَّ الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق)) (٣)، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -:
(١) سورة النساء، الآية: ١٦٥. (٢) والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور: ١ - الإيمان بأن رسالتهم حق من عند الله - عز وجل -. ٢ - الإيمان بمن علمنا اسمه منه باسمه. ٣ - تصديق ما صح عنهم من أخبارهم. ٤ - العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم وهو خاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقد نَسَخَت شريعته جميع الشرائع السابقة. انظر: شرح أصول الإيمان، للعلامة محمد العثيمين، ص٣٦. (٣) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب حمل الرجال الجنازة دون النساء، برقم ١٣١٤، وباب قول الميت على الجنازة: ((قدموني))، برقم ١٣١٦).