يصلحون إذا فسد الناس)) (١)، فأهل السنة الغرباء بين جموع أصحاب البدع والأهواء والفرق.
٨ - أهل السنة هم الذين يحملون العلم ويَحزنُ الناسُ لِفِراقِهم، أهل السنة: هم الذين يحملون العلم، وينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين؛ ولهذا قال ابن سيرين رحمه الله:((لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سمُّوا لنا رجالكم، فيُنظَرُ إلى أهل السنّةِ فيؤخذ حديثُهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم)) (٢)، وأهل السنة هم الذين يحزن الناس لفراقهم؛ ولهذا قال أيوب السّختياني رحمه الله:((إني أُخبَرُ بموت الرجل من أهل السنة فكأني أفقد بعض أعضائي)) (٣)،وقال:((إن الذين يتمنون موتَ أهلِ السُّنّةِ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله مُتِمّ نوره ولو كره الكافرون)) (٤).
المبحث الثاني: أصولُ أهلِ السُّنّةِ والجماعة
إن أهل السنة يسيرون على أصول ثابتة وواضحة، في الاعتقادِ والعمل والسلوكِ، وهذه الأصول مُستمدَّةٌ من كتاب الله - عز وجل -، وسُنةِ رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وما كان عليه سلفُ هذه الأمةِ: من الصحابة، والتابعين، ومن تبعهم من القرون الثلاثة المفضلة، ومن سار على نهجهم بإحسان إلى يوم الدين، وهذه الأصول على النحو الآتي:
(١) مسند الإمام أحمد، ٤/ ٧٣. (٢) مسلم، في المقدمة، باب الإسناد من الدين، ١/ ١٥. (٣) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي،١/ ٦٦،برقم ٢٩،وأبو نعيم في الحلية، ٣/ ٩. (٤) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي، ١/ ٦٨، برقم ٣٥.