الرسالة الثالثة: اعتقاد الفرقة الناجية في الإيمان، وأسماء الله وصفاته (١)
المبحث الأول: تعريف الفرقة الناجية: ((أهل السنة والجماعة))
الفِرقة بكسر الفاء: الطائفة من الناس. ووصفت بأنها الناجية المنصورة إشارة إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك)) (٢).
وأهل السنة والجماعة بدل من الفرقة، والمراد بالسنة: الطريقة التي كان عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة.
والجماعة: في الأصل القوم المجتمعون، والمراد بهم في هذه العقيدة: سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وإن كان واحداً قد ثبت على الحق الذي كانت عليه الجماعة المذكورة (٣). قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: ((الجماعة من وافق الحق وإن كنت وحدك)) (٤).
وعن عوف بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((افترقت اليهود على
(١) وهذه الرسالة عبارة عن شرح ميسر للعقيدة الواسطية، وقد نشرت بعنوان: ((شرح العقيدة الواسطية)) في رسالة لطيفة. (٢) أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب رقم ٢٨، برقم ٣٦٤١، ومسلم في كتاب الإمارة، باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم))، برقم ١٩٢٠، ١٩٢١، ١٠٣٧. (٣) انظر: الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية، لزيد بن فياض، ص ١٤، وشرح العقيدة الواسطية لمحمد خليل الهراس، ص١٦. (٤) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن القيم، ١/ ٧٠.