يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (١)، والله المستعان، وعليه التكلان (٢).
[المبحث الخامس: الخارجون على الأئمة وصفاتهم]
الخارجون على الإمام المسلم أربعة أصناف:
١ - قوم امتنعوا عن طاعة الإمام، وخرجوا عن قبضته، فهؤلاء قطاع طريق، ساعون في الأرض بالفساد.
٢ - قوم لهم تأويل إلا أنهم نفر يسير لا منعة لهم: كالواحد والاثنين والعشرة ونحوهم، فهؤلاء قطاع طريق في قول أكثر الحنابلة، وهو مذهب الشافعي، وقيل: لا فرق بين القليل والكثير، وحكمهم حكم البغاة إذا خرجوا عن قبضة الإمام.
٣ - قوم من أهل الإسلام يخرجون عن قبضة الإمام ويريدون خلعه؛ لتأويل سائغ، وفيهم منعة يحتاجون إلى جمع الجيش، فهؤلاء البغاة.
٤ - الخوارج الذين يكفّرون بالذنب، ويكفّرون عثمان، وعليّاً، وطلحة، والزبير، وكثيراً من الصحابة - رضي الله عنهم - (٣).
والخوارج يكفّرون أصحاب الكبائر، ويستحلُّون دماءَهم، وأموالهم، ويخلدونهم في النار، ويرون اتّباع الكتاب دون السنة التي تخالف ظاهر الكتاب - وإن كانت متواترة - ويكفّرون من خالفهم، ويستحلّون منه
(١) سورة النور، الآية: ٦٣. (٢) انظر: رسالة لحوم العلماء مسمومة، ص١٤. (٣) انظر هذا التفصيل في المغني لابن قدامة رحمه الله، ١٢/ ٢٣٧ - ٢٤٢.