يتقلبون في عشرة أنوار، ولهذه الأمة ونبيها - صلى الله عليه وسلم - من النور ما ليس لأمة غيرها، ولنبيها - صلى الله عليه وسلم - من النور ما ليس لنبي غيره)) (١).
٢ - وقول الله تعالى:{أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ والله مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاءَ الله لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}(٢)، وهذا مثل آخر ضربه الله - عز وجل - للمنافقين، بمعنى: إن شئت مثِّلْهم بالمستوقد، وإن شئت بأهل الصيِّب، وهو المطر الذي يصوب: أي ينزل من السماء إلى الأرض، وقيل:{أَوْ} بمعنى الواو، يريد: وكصيِّبٍ {فِيهِ ظُلُمَاتٌ} أي: ظلمة الليل، وظلمة السحاب، وظلمة المطر، {وَرَعْدٌ}: وهو الصوت الذي يسمع من السحاب،
{وَبَرْقٌ}، وهو الضوء اللامع المشاهد مع السحاب {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ} البرق في تلك الظلمات {مَّشَوْاْ فِيهِ}، {وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ}: أي وقفوا متحيرين (٣).
فالله تعالى شَبَّههم في كفرهم ونفاقهم بقومٍ كانوا في مفازةٍ وسوادٍ في ليلةٍ مظلمة، أصابهم فيها مطرٌ فيه ظلمات، من صفتها أن السَّاري لا
(١) المرجع السابق، ٢/ ٤٣. (٢) سورة البقرة، الآيتان: ١٩ - ٢٠. (٣) انظر: جامع البيان عن تأويل القرآن، للطبري، ١/ ٣٣٣ - ٣٦٢، والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، ١/ ٢٣٣ - ٢٤٢، وتفسير البغوي، ١/ ٥٣ - ٥٤، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ١/ ٥٣، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص٢٧.