للإسلام (١)، والمنَّة منهم بالقول المذموم، وقد ذم الله في كتابه ونهى عن المنّ المذموم: وهو المنَّة بالقول فقال: {وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ}(٢)، قال ابن كثير:((لا تمنن بعملك على ربك تستكثره)) (٣)، وقيل غير ذلك.
وقد ذمَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنَّ بالعطية، فقال عليه الصلاة والسلام:((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم))، فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات. قال أبو ذرٍّ: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال:((المُسبلُ، والمنانُ، والمنفق سلعته بالحلِفِ الكاذب)) (٥).
هذا هو المنّ المذموم، أما المنّ بمعنى العطاء، والإحسان، والجود،
(١) مفردات غريب القرآن للأصفهاني، ص٤٧٤. (٢) سورة المدثر، الآية: ٦. (٣) تفسير ابن كثير، ٤/ ٢٤٢. (٤) سورة البقرة، الآيات: ٢٦٢ - ٢٦٤. (٥) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن بالعطية، برقم ١٠٦.